مما لاشك فيه أن السعادة الزوجية تؤثر بشكل كبير جدا على الصحة النفسية والجسدية للفرد ،
فهي تساعد الفرد على العيش لمدة أطول ،
كما أنها تساعد الفرد على الشفاء السريع من الأمراض ،
كما أنها تعمل على تقوية الجهاز المناعي ،
و أنها تخفض الاحساس بالألم ،
كما أنها تساعد القلب على القيام بوظائفه بحيوية ،
كما أنها تقلل من معدل القلق والاكتئاب .
تأثير السعادة الزوجية على العقل والجسد :
السعادة الزوجية لها تأثير على العقل والجسد ،
فإن المخ يفرز هرمون الدوبامين المسئول عن السعادة ،
كلما رأى الفرد من يحبه أو كلما سمع صوته ،
مما يزيد من المشاعر الجميلة التي يشعر بها الفرد ،
كما أن المخ يفرز أيضا هرمون الاوكسيتوسين ،
وهو المسئول عن الشعور بالأمان ،
فعندما يرى الفرد من يحب فإنه يشعر بالاطمئنان والسكينة ،
مما يجعله يرغب في تكوين علاقة طويلة الأمد معه ،
لأنه يشعر وقتها بأنه يرغب في الاقتراب العاطفي منه أكثر وأكثر ،
كما أن مشاعر الحب تجعل الفرد يرغب في التضحية من أجل الطرف الآخر فهو لايريد أن يفقده ،
ويرغب في التواجد معه لأطول فترة ممكنة ،
كما أن هرمون الدوبامين والاوكسيتوسين لهما تأثير فعال على التقليل من معدل الضغط النفسي
كما أن الجسم يفرز هرمون التستوستيرون ،
مما يتيح تكوين علاقة حميمة مع الطرف الآخر .
علامات السعادة الزوجية :
من ضمن علامات السعادة الزوجية هو أن يعمل كل طرف على جعل علاقته بالأسرة من ضمن أولويات حياته ،
كما أن كل طرف يدعم ويساند الطرف الآخر في جميع تحديات حياته ،
فيشعر كل طرف بالدفء الأسري الجميل ،
كما أن كل طرف يتواصل مع الطرف الآخر بشكل يومي ويقوم بالتعبير عن مشاعره بكل شفافية وصراحة ولكن بدون أي وقاحة ،
فكل طرف يقوم بالتحدث حول أهدافه وأحلامه ومخاوفه ومصادر قلقه ،
ويعمل الطرف الآخر على طمأنته وإشعاره بأنه ليس وحيدا في معاناته ،
كما أن كل طرف يخلق تقارب عاطفي مع الطرف الآخر ،
فهو يرغب في تكريس وقته من أجل التواجد معه ،
فهو يستمتع بكل لحظة يجلس فيها مع الطرف الآخر ،
كما أن كل طرف يشارك الطرف الآخر في اهتماماته وهواياته ويستمتع بوقته معه ،
فكل هذا يعمل على زيادة التناغم العاطفي بين الطرفين وزيادة الثقة المتبادلة ،
كما أن كل طرف يعبر عن مشاعره المحبة بطريقته الفريدة ،
فهناك من يعبر عن مشاعره عن طريق اللمس ،
وهناك من يعبر عن مشاعره عن طريقة الكلمات المحبة ،
و من يعبر عن مشاعره عن طريق الهدايا ،
وهناك من يعبر عن مشاعره عن طريق الأعمال الخدمية التي يقدمها للطرف الآخر ،
كما أن كل طرف يقوم بتشجيع الطرف الآخر على النمو الشخصي والوظيفي والمالي ،
مما يجعل هناك بهجة داخل الأسرة وطاقة جميلة تجمع بين الطرفين .
اقرأ أيضا: ” نصائح من أجل تفعيل السعادة الأسرية “.
تأثير الشعور بالوحدة على العقل والجسد :
الشعور بالوحدة يؤثر على الفرد عقليا وجسديا ،
لأن هذا الشعور يجعل هناك اضطرابات في النوم والأكل ،
وزيادة افراز هرمون الكورتيزول الذي يتم افرازه عند التعرض لضغوط نفسية ،
مما يزيد من معدلات الاكتئاب والتفكير الانتحاري ،
كما أن الشعور بالوحدة يزيد من معدلات الاصابة بضغط الدم المرتفع والسرطان وأمراض القلب ،
ونقص القدرة على التركيز خلال اليوم ،
لأن الفرد هنا منغمس تماما في التفكير في مقدار وحدته وألمه تجاه ذلك بدلا من أن يقوم بالتركيز في أداء المهام الملقاة على عاتقه ،
كما أنه يعاني من اضطراب الصورة الذاتية ،
فهو يعاني من أنه يشعر بأنه شخص سييء وشخص غير محبوب وغير جذاب ولا يهتم به من حوله ،
كما أنه يعاني من القلق بخصوص المستقبل ،
لأنه يخاف أن يظل وحيدا هكذا إلى الأبد ،
كما أنه يعاني من نقص في معدل الثقة بالنفس ،
مما يخلق تعاسة على الصعيد اليومي للفرد .
أفعال تقتل السعادة الزوجية :
من ضمن أكبر الأفعال التي تقتل السعادة الزوجية هو أن يتعامل الفرد مع الطرف الآخر كشخص يضمن بقاؤه مهما حدث ،
ولذلك فإنه يتجاهل تماما مشاعره ويتعمد مضايقته وإزعاجه بدعوى أنه سوف يتحمل تصرفاته السيئة مهما حدث لأنه يحبه ،
ولكن في الحقيقة هذه الأفعال تعمل على خلق فجوة عاطفية كبيرة بين الطرفين ،
كما أن الصمت الزوجي يزيد من هذه الفجوة ،
و كثرة الانتقاد والتذمر لأتفه الأسباب تزيد من المشاعر السلبية بين الطرفين ،
كما أن التوقف عن التعبير عن المشاعر بشفافية يعمل على جعل المشاعر السلبية تتراكم بين الطرفين ،
كما أن تجنب الانصات للطرف الآخر عندما يتحدث يجعله يشعر بأنه غير مهم ولا يستحق الاهتمام ،
مما يجعل مشاعر المودة تغيب عن المشهد الزوجي ،
و الانغماس الشديد في الروتين يجعل الفرد يفقد بهجة الزواج تماما ،
كما أن التهديد بالترك يعمل على انعدام الشعور بالأمان والاستقرار داخل العلاقة ،
كما أن غياب التعاطف مع مشكلات الطرف الآخر ومشاعره السلبية يعمل على جعل العلاقة مزعجة جدا للطرف الآخر ،
لأنه يشعر بأنه غير مقدر وغير محبوب ،
فهو يبحث عن الدعم في العلاقة ولكنه لا يجده ،
ويزيد الوضع سوء عندما يتهكم عليه الطرف الآخر عندما يتألم من موقف حدث له ،
فهذا التهكم لن يعمل على اصلاح العلاقة ،
بل إنه يعمل على جعلها تسير نحو الهاوية ،
كما أن الشك المبالغ فيه يعمل على قتل مشاعر الود والمحبة ،
لأن الطرف الآخر سوف يشعر بأن الفرد لا يثق به ،
مما يزيد من التعاسة الزوجية .
الخاتمة
ومن مجمل هذا يتضح أن السعادة الزوجية تتطلب بذل مجهود فهي لا تظهر في العلاقة من تلقاء نفسها ،
وإنما هي محصلة مجهود مبذول من الطرفين ،
فعلى كل طرف التحدث مع الطرف الآخر حول ما يضايقه وما يرغب في أن يكون شكل العلاقة التي تجمعه بالطرف الآخر ،
وعلى كل طرف احترام رأي الطرف الآخر ووجهة نظره ،
وعلى كل طرف أن يتقبل الاختلافات في طباع كل منهما ،
كما أنه على كل طرف إشباع احتياجات الطرف الآخر على الصعيد العاطفي ،
حتى لا يجبر الطرف الآخر على البحث عن إشباع هذه الاحتياجات خارج نطاق الزواج ،
كما أنه يجب الانصات للطرف الآخر عندما يتحدث ،
من أجل أن يشعر بأهميته في العلاقة ،
كما أن الانصات يتيح اكتشاف احتياجات أعمق لدى الطرف الآخر ،
و يتيح فهم أعمق لمجريات الأمور داخل العلاقة ،
كما أنه يجب أن تكون العلاقة مع أهل الطرف الآخر مليئة بالحب والاحترام ،
حتى يكون هناك استقرار أسري ،
كما أنه يجب أن يتم التعامل مع الأمور المادية بشكل متوازن ،
عن طريق الحفاظ على الذمة المالية المستقلة لكل طرف ،
ويجب التخطيط لسداد الديون عن طريق عمل ميزانية شهرية للاتفاق والادخار ،
كما أنه يجب الصبر على التحديات التي تمر بها الأسرة ،
لأن كل مر سوف يمر ،
وسوف تبقى فقط اللحظات الجميلة التي تجمع بين الزوجين ،
وسوف يبقى فقط الحب للأبد .